29-5-2009
وهل تكفي ثورة الدموع؟! وهل يتوقف هيجان الفكر وفيضان الشعور؟!! وهل لي من نفسي ملجأ غير نفسي، أم أن حديث الليل يطول مخلفا وراءه فراغا، ووحشة، وجزعا تكتسي به الروح؟ وهل تنجلي الصور من ذاكرة تستوي على عرش العناد وتعلو منبر الماضي؟؟ أم أن في خاطري أسرارا تقتني ذاتي وتأسر كلماتي؟! وهل يكسر الزمن صمت قلبي الموجوع، أم أن للأنين رنة تحلو مع بكاء الوجدان ونحيب الأصوات؟!! هل تخطف الأحلام أضواء ذاتي منّي، أم أن أحلامي صوت يصرخ به فؤادي؟!!
إن كنت قد استطعت أن أكتب سطرا، فهل قدر لي أن أصمت دهرا؟!! هل من النفس رحمة وهونا، أم أن القسوة أمست أداة وعنوانا وملاذا؟!! ترى إلى أين ترمي بي الأقدار، وهل تتوب نفسي عن سبر الأغوار؟ وهل في الهروب حكمة من الأزمان ليصبح الخوف جنونا وهذيانا واستسلاما؟!! سؤال تلو تساؤل يليه ضياع في حيرة موصدة الأبواب.
تتوه أقدامي في دنيا الغدر والخداع، في زمن أصبح فيه الإنسان ذليلا للمادة، في أوطان تائهة، جزعة، ضاقت بها الناس وهي التي أبدا ما ضاقت على الناس. نعم، أنا ثائر في سجن ذاتي، محارب لطغيان أفكاري، مقاتل في معركة الوجدان، في رحلة بحث عن الأمان. ولكن، أنا لاجئ ما وجدت من نفسي غير نفسي سكنا واطمئنانا، فأي إنسان أنا في ظواهر الكون، وأسرار الدنيا، وغموض الأشياء من حولي؟